مقدمة النشرة المسائية - البحر الأبيض المتوسخ!

  • 3 years ago
المقدمة
حربٌ بالموادِّ الصُلْبة النُفاياتُ تَبلَعُ البحر والسُّلُطاتُ تَستقصي مَنبَعَها وتبحثُ عن مَسقَطِ رأسِها ومصادرِ تسرّبِها وما إذا كانت هناك من جهةٍ قد فَتحت لها منافذَ العبورِ من البرِّ إلى البحر لَكأن المسؤولين القيّمين لا يدركون أن الوطنَ أصبحت تَحُدُّه النُفاياتُ المقيمةُ جبالًا وسهولًا وأنّ هذه السلطةَ لم تُنجزْ أيَّ حلٍّ لأزْمةٍ موروثةٍ مِن عهدِ الفراغ الى العهدِ القويّ وعوضًا مِن تأمينِ الحلّ وفرضِه فقد وَضعت السلطةُ في رأسِها منازلةَ سامي الجميل وإظهارَه بصورةِ المستعرض فاتّهمه وزيرُ البيئة طارق الخطيب بالتمثيل والاستعانةِ بالنُفايات انتخابيًا فيما هاجمَ وزيرُ الثقافةِ غطاس خوري النائب السامي واتّهمَه بالكَذِب وقد ردَّ رئيسُ حزبِ الكتائبِ على وزيرِ البيئة فهنّأه باكتشافِ مَكبٍ واحدٍ مِن أصلِ تسعِ مئةٍ وواحدٍ وأربعينَ ودعاهُ إلى مواصلةِ العملِ لاكتشافِ المَكباتِ التسعِمئةِ والأربعين المتبقية لكنْ ماذا ينفعُ الجدالُ الناس ما دام شتاؤُهم خيرُ الله قد أفسدته الطبيعةُ السياسية وشاطئُهم أصبحَ البحرَ الأبيضَ المتوسّخ وما القيمةُ الربحيةُ لهم إذا اكتشفوا أنّ مصدرَ تسرّبِ النُفايات هو نهرُ بُرج حمود أو مرتفعاتُ الكوستا أو زوايا نهرِ الكلب ما دامَ أهلُ الحلِ والرَبط لم يَتحمّلوا مسؤولياتِهم لحظةً مِن عُمرِ الأزْمة وراحوا يزرعونَ نظرياتٍ وحلولًا وهميةً ويأجّلون ويوسّعون ويتقاسمون النفاياتِ حِصصاً رَيعية اليومَ كلُّهم يدّعي المفهومية ويعاودُ إسداءَ النصائح ويقفُ وزيرُ البيئة طارق الخطيب على سهولِ نُفاياتِ كسروان كمَن يرتفعُ على جبلِ طارق واضعاً نُصبَ عينيه الهجومَ على رئيسِ حزبٍ لا حلَّ أزْمة اما أبو الحلول فهو أكرم شهيب وزيرُ الزراعةِ السابقُ الذي اقتَنصَ وِزراةَ البيئة مِن محمّد المشنوق واغتَصبها أَمامَ ذويها وراح يُفتي عن غيرِ ذي صلة أو وجهِ حقّ ويتنقّلُ بين المطامرِ والمَكباتِ والمحارق وبعدما حَوَلّنا إلى عوادمَ بات يلومُ الناسَ على المَكباتِ العشوائية فإذا لم توفّروا حلولًا أو مكباتٍ أو معاملَ فأين سيذهبُ المواطنُ بنُفاياته؟ ولماذا يؤنّبُ على المكباتِ العشوائية؟ وهل نحتفظُ بها في منازلِنا للذكرى؟ معركتُكم اليومَ ليسَت معَ سامي الجميل بل معَ الناس وإذا كان فتى الكتائب يمثّلُ علينا فنحنُ الجُمهورُ الذي سيصفّقُ له لأنّه يقدّمُ عَرضاً مبهرًا يستعرضُ فيه فشلَكم وعجزَ السلطةِ للسنةِ الرابعةِ عن تقديمِ حلٍّ لأزْمةٍ لا أفُقَ لها إلا بطمرِ السلطةِ نفسَها في أقربِ صُندوقِ انتخاب.

Recommended