نور على الدرب: بيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيت عائشة ولم يدفن في المسجد - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 3 years ago
نور على الدرب: بيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيت عائشة ولم يدفن في المسجد - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: له سؤال آخر يقول فيه: كنا في مدينة رسول الله ﷺ وذهبنا للصلاة في المسجد النبوي الشريف، ومعنا أخ لنا عنده نوع من التشدد والحرص فقال: إنه لا تجوز الصلاة في مسجد فيه قبر، فامتنع أن يصلي معنا، فأشكل ذلك علينا فنطلب الإيضاح؟

الجواب: مسجد الرسول ﷺ ليس فيه قبر، الرسول قبر في بيته عليه الصلاة والسلام ولم يقبر في المسجد، وإنما قبر في بيته عليه الصلاة والسلام في بيت عائشة ، ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين ذاك الوقت في آخر المائة الأولى أدخل الحجرة في المسجد من أجل التوسعة، فالنبي ﷺ وصاحباه لم يزالوا في بيت عائشة وليسوا في المسجد، وبينهم وبين المسجد الجدر القائمة والشبك القائم، فهو في بيته ﷺ وليس في المسجد، وهذا الذي قال هذا الكلام جاهل، لم يعرف الحقيقة ولم يعلم الحقيقة.
فالواجب على المؤمن أن يفرق بين ما أباح الله وبين ما حرم الله، فالمساجد لا يدفن فيها الموتى ولا تقام على الموتى، ومسجد النبي ﷺ ليس من هذا القبيل، بل هو ﷺ دفن في بيته في بيت عائشة ، خارج المسجد شرقي المسجد ثم لما جاءت التوسعة أدخله الوليد في المسجد أدخل الحجرة وقد أخطأ في ذلك، يعفو الله عنا وعنه لكن المقصود أن هذا ليس في حجة لمن بنى على القبور أو قبر في المساجد، كل هذا خطأ. الرسول ﷺ قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة: يحذر ما صنعوا، يعني: يحذر من عملهم، وهكذا روى أبو هريرة  عن النبي ﷺ أنه قال: قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وهكذا روى مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي ﷺ أنه قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك فكرر النهي عليه الصلاة والسلام في هذا الباب عن اتخاذ المساجد على القبور، فوجب على أهل الإسلام أن يتجنبوا هذا، وليس في عمل الناس الذين فعلوا ما فعلوا من البناء على القبور ليس في عملهم حجة، بل هم قد أخطئوا وغلطوا في هذا، فكل من بنى على القبور واتخذ عليها المساجد فقد غلط، وخالف السنة.
والواجب على ولاة الإسلام وعلى أمراء المسلمين وحكامهم أن يمنعوا الناس في جميع الدول الإسلامية يمنعوهم من البناء على القبور، وأن يهدموا ما كان عليها من البنايات وأن تبقى القبور ضاحية كما كانت في عهد النبي ﷺ وعهد أصحابه، كما في البقيع وغيره، فلا يبنى على القبور ولا يتخذ عليها قباب ولا مساجد.
وفي صحيح مسلم عن جابر  قال: نهى رسول الله ﷺ عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها فالمصطفى عليه الصلاة والسلام نهى عن تجصيص القبر وعن القعود عليه وعن البناء عليه لا قبة ولا غيرها.
فالواجب على أهل الإسلام أينما كانوا أن يتجنبوا هذا الأمر، وأن ينفذوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يبنوا على القبور لا قبة ولا مسجداً ولا غير ذلك، بل تبقى ضاحية ترفع عن الأرض قدر...

https://binbaz.org.sa/fatwas/7952/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D8%AF%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%B9%D8%A7%D9%89%D8%B4%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%AF%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF

Recommended