القارئ الشيخ محمود الشحات أنور- سورة الليل

  • 5 years ago
أجمعَ علماء أهل السُّنة والجماعة على أنّ سورة الليل نزلت في أبي بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه- وإنفاقه على المسلمين وإعتاقه للرقاب من ماله الخاصّ نُصرةً للإسلام والمسلمين بعدة رواياتٍ، ومنها: أنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- اشترى بلال بن رباحٍ -رضي الله عنه- وكان عبدًا مملوكًا لأمية بن خلفٍ بعشرة أواقٍ من الذهب وبُردةٍ؛ فنزلت الآيات من بداية السورة حتى قوله تعالى:"إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى" وفي لفظ السعي إشارةً إلى سعي أبي بكرٍ وأمية بن خلفٍ وشتان بينهما. وفي روايةٍ أخرى تدور بنفس فلك سابقتها أن أبا بكرٍ كان يبتاع الإماء والعبيد من أسيادهم كفار قريشٍ لنصرة للإسلام وتخليصًا لهؤلاء من العذاب والتنكيل؛ فعاتبه والده في ذلك بقوله: "يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك"؛ فأجابه: لا أريد من يمنع ظهري أي أنّ الهدف من ابتياعهم نصرة الإسلام والمسلمين؛ فأنزل الله قوله تعالى:"وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى* وَلَسَوْفَ يَرْضَى". وذكر علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- في الحديث الذي صححه الألباني والبخاري ومسلم سبب نزول آياتٍ من سورة الليل:"كنَّا جلوسًا عندَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وبيدِهِ عودٌ فنكتَ في الأرضِ ثمَّ رفعَ رأسَهُ فقالَ ما منكم من أحدٍ إلَّا وقد كُتِبَ مقعدُهُ منَ الجنَّةِ ومقعدُهُ منَ النَّار قيلَ يا رسولَ اللَّهِ أفلا نتَّكِلُ قالَ لا اعملوا ولا تتَّكِلوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلقَ له ثم قرأ :"فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى"

Recommended