مشاهدة الحلقة 48 مترجمة عبد الحميد الثاني - القسم الثاني

  • 6 years ago
عبد الحميد الثاني (21 سبتمبر 1842 - 10 فبراير 1918) سلطان الدولة العثمانية رقم 34، وآخر سلطان يمارس سلطة فعلية (ولو محدودة) على الدولة المتضعضعة.[1] شهد فترة الاضمحلال. وقد تولى الحكم لمدة 33 عاماً من 1876 حتى خـُلِع بعد هنيهة من ثورة تركيا الفتاة (1908) في 27 أبريل 1909. وحسب اتفاقية أبرمها مع الشبان العثمانيين، فقد أعلن الدستور العثماني الأول في 23 ديسمبر 1876،[2] الذي كان علامة على الفكر التقدمي الذي ميز مطلع حكمه. إلا أنه لاحقاً لاحظ النفوذ الغربي على الشئون العثمانية ونشبت خلافات بينه وبين البرلمان،[2] فعلـَّق كلاً من الدستور والبرلمان الوليدين في 1878 واستجمع سلطة وسيطرة كبيرتين.

جرى تحديث للدولة العثمانية في عهده، بما في ذلك إصلاح البيروقراطية، مد سكة حديد الروملي و سكة حديد الأناضول وإنشاء سكة حديد بغداد و سكة حديد الحجاز. وبالاضافة لذلك، وضع نظاماً لتسجيل النفوس وأرسى سيطرة على الصحافة مع أول مدرسة حقوق عصرية محلية في 1898. أوسع تلك الإصلاحات تأثيراً كانت في التعليم: فقد أسس العديد من المدارس المهنية، بما في ذلك كلية الحقوق، كلية الآداب، ومدرسة الحرف وكلية الهندسة المدنية، وكلية الطب البيطري، وكلية العادات وكلية الزراعة وكلية الألسن، وغيرهم. جامعة اسطنبول، بالرغم من أن عبد الحميد أغلقها في 1881، فقد أعيد فتحها في 1900، وشبكة من المدارس الثانوية والابتدائية والعسكرية امتدت في أرجاء الدولة. نظم السكك الحديدية والتلغراف قامت بها شركات ألمانية.[2] وبين عامي 1871 و 1908، فإن الباب العالي بذلك "قد بلغ درجة من التحضر والنظام."[3][4]

أطلق صحفيون غربيون على عبد الحميد كنية السلطان الأحمر بسبب المذابح التي ارتـُكِبت ضد الأرمن في عهده ولاستخدامه الشرطة السرية لإسكات المعارضة والجمهوريين.[5][6] أدت تلك المبادرات إلى محاولة اغتيال فاشلة في 1905.[7]

اتسمت فترة حكمه بأحداث جسام. فقد تفاقمت الأزمة الاقتصادية في الدولة، واشتد تكالب الدول الاستعمارية تتقاسم أجزاء الدولة العثمانية. فاستولت فرنسا على تونس وبريطانيا على مصر. تآمر عليه الصهاينة لأنه رفض التنازل لهم عن شبر واحد من أرض فلسطين فأبعد عن العرش عام 1909 بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية في قصر بكلر بكي حتى وفاته في 10 فبراير 1918.

ونتيجة للوضع المتدهور للدولة العثمانية بعد خلع عبد الحميد، فقد كتب رضا توفيق بلوكباشي، الذي كان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي، التي أطاحت بعبد الحميد الثاني، قصيدة بعنوان "إستمداد" تُظهر ندم الأتراك على الإطاحة بعبد الحميد.[8]

Recommended