تأهل مصر إلى مونديال 2018 ينسي المصريين همومهم

  • 7 years ago
في لحظة كروية عابرة تمكن الشعب المصري من تناسي همومه وأحزانه وظروفه الاقتصادية الصعبة أمام فوز المنتخب المصري لكرة القدم أمام الكونغو واقتطاع تذكرة التأهل على مونديال 2018 بروسيا، وهو أول تأهل لمصر منذ 28 عاما. فوز صاحبته افراح واحتفالات في شوارع المدن المصرية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. حتى الجالية المصرية في واشنطن ولندن وباريس احتفلت بالتأهل على المونديال وخرجت إلى الشوارع للتعبير عن فرحتها.

لقد أثبت المصريون أنهم بحاجة ماسة إلى الفرح. فرح جعلهم يضعون جانبا تراجع الأداء السياسي وتردي الأوضاع الاقتصادية على خلفية تدهور سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي وارتفاع الأسعار والغلاء بصورة مُذهلة على المواطن المصري وتراجع الحسابات المصرفية نتيجة تضخم الأسعار وخفض الدعم بعد اعتماد الحكومة المصرية لسلسلة التدابير التي فرضها صندوق النقد الدولي لتبني إصلاحات تتيح لمصر الحصول قرض مالي بقيمة 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.

كاريكاتير BR : صلاح يقود مصر للعبور الى مونديال روسيا pic.twitter.com/oKcUtroyqq— الدوري الانجليزي (@EPLArabic) 9 octobre 2017

ومن الناحية السياسية تشهد مصر تضييقا سياسيا كبير أقرب إلى القمع حيث قام النظام منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزج بعشرات آلاف المعارضين في السجون ومنع المسيرات الاحتجاجية ووقف مئات المواقع الإلكترونية لخنق المعارضة واللجوء إلى التعذيب الذي تمارسه قوات الأمن السيئة السمعة في البلاد، وفق لمنظمات حقوق الإنسان.

الوضع الأمني ألقى بظلاله على الوضع العام حيث وقعت في السنوات الأخيرة عدة هجمات إرهابية استهدفت بشكل خاص الأقلية المسيحية في البلد، مما أسفر عن مقتل المئات وقد تبنت الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال سيناء والتي كثيرا ما أعلنت ولاءها إلى ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية تلك الهجمات.

And The Dream Came True#مصر في #كاس_العالم #روسيا٢٠١٨ #حلم_المونديال #حلم_٩٠مليون #egypt #Russia2018 #برج_العرب #WorldCup #مونديال_روسيا pic.twitter.com/1TTVq2NuTN— سعاد مش حسني. (@SoadOsama) 8 octobre 2017

أنصار المنتخب المصري لكرة القدم الذين تابعوا المباراة بين مصر والكونغو أكدوا أنّ “الشعب المصري يستحق أن يكون سعيدا ولو لليلة واحدة“، خاصة وأنّ المنتخب لم يتأهل إلى العرس الكروي العالمي منذ مونديال إيطاليا 1990.

وكرة القدم في مصر تعتبر من الأمور القليلة التي تجمع كل طبقات المجتمع حيث يتابعها الفقير والثري والصغير والكبير والمثقف وغير المثقف والجاهل والمتعلم والعلماني والمتدين.

الصحفي الرياضي محمود مصطفى، الذي كان طفلا عندما لعبت مصر في كأس العالم آخر مرة أكد أنّ “الانتصار من الأمور السعيدة بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد“، وأضاف مصطفى: “إذا لم يكن لديك اية وسيلة للتعبير عن معارضتك ولا تملك وسيلة لإجراء أيّ تغيير حقيقي، فان هذه اللحظات السعيدة تجعلك تستعيد الشعور بالأمل الذي فقدته منذ مدة“، وأشار محمود مصطفى إلى أنّه لا يمكن لأيّ أحد أن يملك كرة القدم، لأنّ كرة القدم هي التي تملك الناس”.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه عدد كبير من المصريين أنّ فوز مصر وتأهلها إلى مونديال روسيا فرصة للمّ شمل المصريين ووأد جميع الخلافات وتعزيز الحسّ الوطني والوطنية، رأى البعض الآخر أنّ كرة القدم هي استراتيجية من النظام لتشتيت أفكار الشعب وإبعادهم عن المشاكل الحقيقية التي تواجه البلاد.

#مونديال_24 .. أحمد فتحي هيكون أول لاعب مصري في التاريخ يشارك في جميع المسابقات الدولية في حالة مشاركته مع #مصر في المونديال .. أسطورة pic.twitter.com/rMN7hnB2Q4— Ryada24 (@Ryada24) 9 octobre 2017

فعندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن كل لاعب في الفريق سيحصل على مبلغ 1.5 مليون جنيه مصري كمكافأة على الفوز، أعرب عدد كبير من المصريين عن غضبهم واعتبروا أنّ الأمر مجرد اهدار للمال العام في وقت يحتاج فيه الشعب إلى الأدوية والغذاء.

يذكر أنّ الاحتفالات بتأهل المنتخب المصري إلى مونديال روسيا 2018 أعادت الأجواء إلى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي كان يُولي أهمية كبيرة لكرة القدم ويلعب على وترها؛ لينسى بها الشعب همومه، ويُشغل بالحديث عن “الكرة“، بعيداً عن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي كان يعاني منها أيضاً.

Recommended